الاثنين، 29 أكتوبر 2018

إخراج شظية من العمود الفقري لـ «هاني الناصر»


نجح الأطباء في مستشفى الملك فهد التخصصي في إخراج الشظية التي اخترقت العمود الفقري لهاني الناصر، وصولاً إلى حبله الشوكي، إثر الحادث الإرهابي الذي تعرض له مسجد الإمام علي الجمعة الماضية؛ لكنه ظل لا يشعر بجزئه السفلي.

وقال أحد أقارب المصاب لـ» الشرق»، إن الطبيب المعالج، أكد نجاح العملية التي أجراها الفريق الطبي؛ لهاني واستغرقت ثلاث ساعات، مشيراً إلى أن المصاب لا يشعر حالياً بجزئه السفلي، وهذا أمر طبيعي في حالة هاني، وهو يحتاج إلى وقت حتى يستعيد حالته، ويشعر بجزئه السفلي، خاصة أن حالته حالياً مستقرة.

وأكد أن هاني الذي يعمل في مستشفى الدمام المركزي في قسم الإدارة، حمد الله سبحانه وتعالى لحظة سماعه خبر التقرير الطبي عن حالته، وقال لنا «سأكون بخير بإذن الله، وسأعود أشعر ببقية جسدي، وأصلي في المسجد مجدداً معكم».
نشرت هذه المادة في صحيفة الشرق المطبوعة العدد رقم (١٢٧٠) صفحة (١٠) بتاريخ (٢٧-٠٥-٢٠١٥)

آل غزوي يقدمون 5 شهداء و6 مصابين.. بينهم منوَّم بشظية في الكلية

وفي كل جمعة؛ يستيقظ علي قبل الصلاة بوقتٍ كافٍ لتناول الإفطار وقراءة الأدعية ثم الاغتسال والتوجُّه إلى المسجد للحاق بالصف الأول، لكنه في الجمعة الماضية استيقظ متأخراً وخرج من المنزل مسرِعاً للحاق بالصلاة فلم يجد موقعاً في الصفوف الأولى فاستقر في أقرب مكان خالٍ، وربما كان هذا التأخر سبباً بعد الله في نجاته من التفجير الإرهابي الذي هز المسجد وأزهق أرواحاً كثيرة.
علي آل غزوي في المستشفى
علي آل غزوي في المستشفى

لا يزال علي جعفر آل غزوي، أحد مصابي تفجير مسجد الإمام علي بن أبي طالب في بلدة القديح، منوَّماً في مستشفى الدمام المركزي بعد أن اخترقت شظيةٌ جسده مستقرةً في كليته علاوةً على إصابةٍ في رأسه.

وعلي (48 سنة) ليس الضحية الوحيدة من آل غزوي، إذ سقط خمسة من أفراد العائلة شهداء في التفجير وأصيب ستة آخرون.

وتصف زوجته نجيبة حالته بـ «مستقرة حالياً»، مضيفةً أنه تحسَّن كثيراً بعد أن كان يتبول دماً أمس الأول.

وفي كل جمعة؛ يستيقظ علي (أب لأربعة شبان وفتاة) قبل الصلاة بوقتٍ كافٍ لتناول الإفطار وقراءة الأدعية ثم الاغتسال والتوجُّه إلى المسجد للحاق بالصف الأول.

لكنه استيقظ متأخراً الجمعة الماضية وخرج من المنزل مسرِعاً فيما كانت زوجته تصلِّي، ولم يجد موقعاً في الصفوف الأولى للمصلِّين فاستقر في مكانٍ قريب.

وعن لحظة انفجار الحزام الناسف؛ تنقل نجيبة عن زوجها «كان المصلُّون يعتقدون في البداية أن خللاً في الكهرباء وراء ما حدث، وما هي إلا دقائق حتى اكتشفوا أن انتحارياً تسلل بينهم بدافع قتلهم».

خرج علي بصعوبة من الموقع وهو ممسكٌ بخاصرته، التي اخترقتها شظية وبرأسه التي سالت منها دماء.

وسريعاً؛ التقى شقيقه وأحد أصدقائه اللذين نقلاه إلى مستشفى الدمام المركزي.

في هذه الأثناء؛ كان القلق ينتاب نجيبة بعد أن عَلِمَت من خلال «رسائل الواتساب» بما لحق بالمصلين.

وهي تقول «كُنْتُ جالسة على سجادة الصلاة، وإذا بالرسائل تنهال على جوالي دفعة واحدة، لم أصدق ما شاهدت، اتصلت على زوجي أبو حسين فلم يرد، كررت الاتصالات حتى رد أخيراً وأبلغني بإصابته».

خرجَت بعدها من المنزل متجهةً صوب منازل الأقرباء، وكان الذهول ينتابها كلما سمعت باسم شهيد أو مصاب من العائلة.

ولما وصلت إلى منزل عمة زوجها؛ كان مجلس العزاء بدأ، فقد حضرت العائلة بقوة في سجلات الشهداء والمصابين بواقع خمسة شهداء وستة جرحى.

علي آل غزوي.. الطفل الثاني بين شهداء القديح


علي آل غزوي.. وحده دون الشهداء، كل الكلمات أمامه تتوقف.. كيف لا؟ وهو الفدائي الصغير، الذي لم يتجاوز عمره تسعة أعوام وعشرة أشهر، الذي فتح صدره الحنون درعاً يحتضن رؤوساً أصغر منه، هامساً لا تخافوا سأحميكم.. ثم يتركها مغمضاً عينه، راحلاً من الدنيا، تاركاً أسئلة كثيرة على الأفواه.. «كيف ترحل وأنت من حمانا..»؟.

تقول رقية آل غزوي عمة الطفل الشهيد التي توزعت دموع عينيها على خمسة شهداء من آل غزوي قضوا جميعاً مصلين، إن علي بن صالح آل غزوي، ترتيبه بين إخوته الثالث، بعد مهدي 16عاماً، وأحمد 12عاماً ، في الصف الرابع، صنفته مدرسته ضمن مجموعة الطلاب المتفوقين على مستوى القديح، وفي التعاليم الدينية كان عارفاً رغم حداثة سنه، وحفظ كتاب الله العزيز، وهو ابن الثامنة من العمر.

استعداد

الشهيد علي، كما تصفه عمته، كان طيباً وهادئاً، لا يحب أن يغضب أحداً منه، عشق كرة القدم، ولم يترك غسل الجمعة أبداً، ملازماً للمسجد، استيقظ يوم الجمعة الماضية مبكراً واستعد لصلاة الجماعة في مسجد الإمام علي ببلدته، وكعادتها أمه حممته، وألبسته ملابس جديدة، ولم تكتف بل عطرته، وقبل خروجه من باب المنزل قبلته، هو وأخويه.

دهشة

وتبين آل غزوي أن الشهيد علي لم يكن وحده أثناء وقوع جريمة الانفجار؛ بل كان معه أخواه أحمد الذي أصابته شظية في إحدى رجليه، تنوم على إثرها في المستشفى ثلاثة أيام، والآخر مهدي، فضلاً عن أبناء عمه الصغار، الذين حماهم بجسده الصغير، مشيرةً إلى أن أبناء عمه تعلوهم الدهشة متسائلين: كيف استشهد علي وهو من حمانا..؟

انتظار أم

وتضيف: والد علي كان متعباً يوم الجمعة ولم يذهب لصلاة الجماعة، لافتة إلى أن رسائل «واتسآب» كانت المصدر في معرفتنا بالخبر، وفوراً توجهنا جميعاً إلى بيت الوالدة، كوننا نسكن خارج البلدة؛ لكن طريق القديح كان مغلقاً، وبصعوبة دخلنا، وأم الشهيد وحدها داخل منزلها تستقبل المصابين، كون المنزل قريباً جداً من المسجد، وتنتظر صغارها الثلاثة يعودون لها سالمين.

انهيار

وتواصل الحديث رقية «الجميع أصيب بالصدمة، جميع إخوتي وأبناؤهم وأبناء عمومتي في المسجد، ولا أحد يجيب على اتصالاتنا، أمي وزوجة أخي الشهيد يوسف معها في المنزل، وكانت منهارة لحظة سماعها خبر الانفجار، تجمعت نساء الحي والأهل حولها، وهي تنظر إلى الباب عل رسولا يدخل يسكن روعها ويطمئنها على أولادها وأحفادها المصلين، لا نعلم من أصابه الانفجار ومن استشهد، حتى انكشف الخبر وعلمنا باستشهاد أخي يوسف وابن أخي علي وابن عمه حسين، وأبني عمي عيسى وسعيد، لكن وحده علي لم يتعرف أحد على جثته إلا في وقت متأخر، هكذا قيل لنا، إخوتي لا يتحدثون كثيراً ولا نعلم أين إصابته.

امتحان

مدرسة الشهيد علي وضعت أمام طاولته ورقة امتحان لمادة الرياضات الأحد، كما وضعت بنراً تأبينياً كتب عليه معانٍ حزينة وشوق لا يهدأ.
نشرت هذه المادة في صحيفة الشرق المطبوعة العدد رقم (١٢٦٩) صفحة (٧) بتاريخ (٢٦-٠٥-٢٠١٥)

ثلاثي آل غزوي .. لم يفرِّقهم الموت

لم يفترق يوسف وسعيد وعيسى آل غزوي يوماً، وتزوَّج اثنان منهم في ليلةٍ واحدة قبل 7 سنوات، ثم استشهد ثلاثتهم في مكان واحد هو مسجد الإمام علي بن أبي طالب في القديح.
وتقول عنهم رقية آل غزوي «كانوا شديدي التعلق ببعضهم بعضا، كلهم في بداية الثلاثين من العمر ولم نرهم مفترقين، حتى أن يوسف وسعيد تزوَّجا في ليلة واحدة».
وتحكي رقية (شقيقة يوسف) أن الأخير كان شديد التعلق بابني عمومته وبالمسجد الذي تم استهدافه «إذ كان مواظباً على صلاة الجماعة فيه رغم وجود مساجد أخرى أقرب إلى منزله».
وترك الثلاثة خلفهم عدداً من الأطفال، فيوسف أبٌ لطفلين وسعيد أبٌ لثلاثة وجنين سيبصر الحياة يتيماً، أما ثالثهم عيسى فلديه طفلة.
ووفقاً لرقية؛ فإن الحلم الأخير ليوسف كان الانتقال في ربيع الأول المقبل إلى منزلٍ جديد تحت التشطيب في بلدة الجش، إلا أنه اختار بيتاً في الجنة، بحسب تعبيرها.
ويسجل آل غزوي حضوراً لافتاً في سجلات شهداء ومصابي القديح بواقع 5 شهداء و6 مصابين.

عائلة آل غزوي تزفُّ عرسانها الثلاثة للمرة الثانية بعد 7 سنوات

622121211
لم يفترق يوسف، وسعيد، وعيسى، يوماً خلال حياتهم، أكلوا وشربوا ولعبوا معاً، وتزوج اثنان منهم في ليلةٍ واحدة، استشهدوا في مكان واحد، وحدث واحد، بعد سبع سنوات من زواج سعيد ويوسف.
وتروي رقية الغزوي لـ«الشرق» أهوال يوم الفاجعة التي حلّت على الأسرة المنكوبة، بقولها: «عند سماعنا خبر استشهاد أخي يوسف بن أحمد الغزوي (32 عاماً) سقطت أمي مغشية عليها، وأسعفوها أهلي سريعاً، أمي دخلت في صدمة عنيفة، ولم تساعدها شفتاها على النطق، ظلت صامتة تذرف الدمع»، مشيرةً إلى أن يوسف لديه طفلان هما «مصطفى، وزهراء»، وترتيبه الخامس بين إخوته.

عُمرة سنوية

وذكرت أن أخاها الشهيد يوسف اعتاد سنوياً الذهاب للعمرة، ويؤدي العمرة نيابة عن أختي الشهيدة في حادثة حريق القديح، ولوالديه، وأضافت «هذا العام لم يتخلف يوسف عن زيارة بيت الله الحرام، عزم على الحج هذا العام، كان طيباً وحنوناً جداً، والشهيد كان يعمل في شركة أرامكو ولديه منزل جديد في بلدة الجش، لم ينتهِ بعد من آخر تشطيباته، وكان قد قرر أن يسكنه في ربيع الأول من العام المقبل، لكن الله اختاره ضمن ركب الشهداء، وأسأل الله أن يُبدله بيتاً في الجنة، بالإضافة إلى أنه يكمل دراسته في الجامعة الفيصلية (انتساب)».

مواظبة على الجماعة

وبينت أن يوسف تعلَّق ببيوت الله، خاصة في مسجد الإمام علي لهذا كان مواظباً على صلاة الجماعة، ولم يتركها، يذهب مشياً مسافة ربع ساعة، على الرغم من وجود مساجد قريبة منه، مشيرة إلى أن الشهيد يوسف كان شديد التعلق بابن عميه الشهدين» عيسى أحمد الغزوي (31 عاماً)، وسعيد إسماعيل الغزوي (32 عاماً).

ذكرى الزفاف

وتواصل رقية حديثها دون انقطاع كأنها تتذكر وتسترجع ذكرياتها الماضية، بقولها «يوسف وسعيد تزوجا في نفس الليلة، وهي الليلة نفسها التي زفا فيها إلى مثواهما الأخير، بعد سبع سنوات مضت، موضحة أن الثلاثة لا يفترقون أبداً، وسعيد أب لثلاثة أطفال وجنين لم يولد بعد.

أب الأيتام

وعن الشهيد المعلم عيسى، تقول رقية عنه إنه أب لبنت واحدة، توفي والده، وكفل إخوته، وكان لهم نعم الأب الحنون عليهم، لم يشعروا يوماً بفقد والدهم وعيسى معهم، يلبي مطالبهم، أما اليوم بعد رحيله عنهم للمرة الأولى فهم يذوقون طعم اليتم حقيقة، جميعهم كانوا حنونين وخيرهم سابق على الجميع.
نشرت هذه المادة في صحيفة الشرق المطبوعة العدد رقم (١٢٦٩) صفحة (٦) بتاريخ (٢٦-٠٥-٢٠١٥)

حيدر المقيلي .. أيقونة شهداء الصلاة

الدمام – معصومة المقرقش

حيدر.. هو طفل ولدته أرحام كل النساء، وطفل القديح المذبوح ظلماً، الذي حملته في أحشائها خمس سنوات، وَهْنًا على وَهْنٍ.
يدٌّ قذرة، تورطت بشعارات الحقد والظلم، فصلت حلم حيدر عن ثدي أمه عنوة، ولم تفرّقْ أحزمتها الحاقدة بين مصلٍّ مواظب على
 الصلاة، وآخر تارك لها، حتى أنها لم تعطِ لنفسها فرصة أن تسمع صوته وهو يقول: سبحان ربي…حتى قطعت أنفاسه.
 وحارت أجنحته الصغيرة في الطيران؛ فأين تطير ورحاب المسجد تلطخت بالدماء، والسقف تساقط على الرؤوس…!!

رسام مثل أمي

بشرى التوفيق معلمته في روضة آل البيت في بلدة القديح بالقطيف تصف شخصية الشهيد حيدر جاسم المقيلي لـ «الشرق» بالقول إن شخصية حيدر كان طفلا هادئا جداً.
 وابتسامته لا تفارق محياه، يُحب الجميع لا يرضى بالغلط مهما كان، فكان يبادر في مساعدة زملائه في حل الكراسة داخل الصف، خاصة إذا استعصى عليهم حلها.
 فكان بمثابة المعلم، كما أنه يكره العنف والمزاح الثقيل الذي يتطور إلى ضرب، ولا يدخل في مثل هذه الألعاب؛ لأنه كان يملك أحساس الرسام المرهف؛ فقد كان يتمنى
 أن يكون رساماً كبيراً، ودائماً يردد «بكون رسام زي أمي».

ينادي بـ «ماما»

وتضيف معلمته: من خلال خبرتي في التدريس أن الطالب والطالبة إذا شعروا أن المعلمة قريبة منهم ينادونها بلقب «أمي» وهذا ما حدث، كان ينادي بـ«ماما».
وتزيد: كان حيدر ينتظر يوم التخرج الذي صادف 28/7، وكنتُ أنا بدوري مطمئنة له في الحوار الذي سيلقيه؛ لروعة أسلوبه في تزيين الكلمات حتى تخرج من فمه كرائحة الزهور.

قبلة وداع

وتشير إلى أن طفلها كان ينتظر حصوله على شهادة التخرج للذهاب إلى المدرسة؛ فلم يحصل هو فقط على شهادة لتميزه فقد حصلت أمه على شهادة لتواصلها الدائم واستمرار السؤال عن نتائجه؛ فآخر لقائي بحيدرٍ يوم التخرج صافحته وقبلت وجنتيه، فكان سعيداً جداً بفيديو التخرج الذي أرسلته لهم، قبل أن تحلق روحه للسماء.

لا تنشروا صور ابني

وعن لحظة سماعها بخبر الحادث الإرهابي في مسجد الإمام علي ببلدة القديح الجمعة الماضية تقول: لم أصدق الخبر، لأن اسمه كان مع أسماء الذين استشهدوا وانتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي، سألت جميع من معي عنه، وكانت الصدمة تأكيد الخبر، وكان صوته لا يفارقني، دموعي تساقطت دون أن أشعر بذلك، حتى تواصلت رسائل كثيرة تفيد باستشهاد حيدر، اعتصرت آلامي، وصرخت مشاعري، لا تنشروا صور ابني أرجوكم، ولا تقولوا إنه « مات».

وعن حالة والدته تضيف بشرى: من الصعب جداً أن أصف حالة أم حيدر، فهي أم فاقدة طفلها الأول «البكر»، مشيرة إلى أن لديه شقيقة واحدة اسمها «حوراء»، وهي في الثالثة من العمر.
وتتابع: مما وصلني أن حيدر اعتاد الذهاب إلى المسجد مع أبيه، لكن أول أمس ذهب وحده لقربه جداً من منزله؛ لأنه كان شديد التعلق بالمسجد نتيجة تشجيع والده.

الشعر ينطقُ دماً

وانتشرت أبيات شعر بعد الفاجعة على مواقع التواصل الاجتماعي، على أنها مرثية للأم المفجوعة، وتفاعل معها الأهالي وكرروا إرسالها مواساة لأهل حيدر، سرعان ما كشفت كاتبة الأبيات بأنها ليست أماً للطفل المغدور، ولا تربطها أية روابط مقربة مع حيدر، غير أنه ابن بلدتها، وفاضت مشاعرها شعراً ارتجالياً واسمها فضيلة كريكيش.
كريكيش تقول لـ «الشرق» إن صورة حيدر مع والده، هزتها كثيراً خاصة أن حيدر طفل محافظ على الصلاة، ولم يبلغ الحلم بعد، ووالده وعده أن يعطيه هدية مميزة لو حفظ أداء الصلاة، وواصل على مواظبتها.

روحي معلقة به

وتضيف: روحي تعلقت بحيدر كثيراً، دون غيره من الشهداء الذين قضوا نحبهم في الحادث الإرهابي، كونه طفلاً بريئاً، وبعد انتشار القصيدة التي تصور حال لسان أمه المفجوعة بفقد طفلها في مكان آمن كالمسجد، وتشتت أفكارها منتظرة رسولا يكذب ما أشيع عن استشهاده؛ أو أن يفتح الباب مجدداً ويودعها؛ لهذا السبب ظن البعض أن أمه من كتبت القصيدة وأرسلتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي وتفاعل الناس معها؛ فالأم بلا شك لن تكتب شعراً وترسل للآخرين، وهي في حالة يُرثى لها؛ فحالة الأم الموجوعة بفقد بِكرها تتردد في مخيلتي، لهذا كتبت على لسان حالها.

حنون وذكي


«أدميت قلبي برحيلك حيدري»
معلمته الأخرى زهرة مهدي غزوي، تقول عن حيدر أنه طفل حنون جداً؛ فهو يحب أخته «حوراء»، ويخاف عليها كثيراً، وهو طفل ذكي جداً، وسريع البديهة، ويحفظ سريعاً؛ حفظ نشيد التخرج حفظاً جيداً، وكان لديه دور في مسرحية التخرج «شهور السنة» وكان دوره شهر رجب، فكان أفضل أداء من نصيبه.
وعن علاقتها بحيدر، تواصل زهرة: لا أعرف ماذا أقول: ولكنهم يصفونني بـ «الحنونة»؛ فكنت بمنزلة الأم الحانية على أطفالها فجميعهم أطفالي واحبهم جداً، ولا أحب أن يؤذي أحدهم الآخر، أحبه كثيراً فهو من الأطفال المميزين ، ولم أكن أحب أن يزعله أحد.
الدموع تنهمر من عين زهرة وتخنقها العَبرة.. تسكت.. ثم تتابع حديثها: لن أنساك طفلي العزيز، ولن أنسى عناقك لي في يوم التخرج كان عناقاً حاراً، وكأنك كنت تودعني، أكان هذا وداعك لي وأنا لم أكن أعلم ..»أدميت قلبي برحيلك حيدري»، لحظة سماعي خبر استشهاده تمنيتُ أن يكون حلماً وأستيقظ منه، لم أصدق الخبر، طفلي قد جرحني فراقك، طفلي أنا لم يغمض جفني، ولم أنم منذ رحيلك، آه يا طفلي أدميت قلبي برحيلك.

أطفال تبكي

زهرة التي لم تجف دموعها وهي تتحدث عن حيدر، تقول إن أطفال الروضة بكوا عليه كثيراً، لدرجة أن أحد الأطفال كان مسافراً مع ذويه، قال لأمه : «دعينا نعود إلى القديح».

أيقونة الشهادة

في المقابل، تفاعلت مواقع التواصل الاجتماعي مع صور الشهيد الطفل المتنوعة، واستحوذت النصيب الأكبر في التداول والتعاطف متسائلين: بأي ذنب قتلوك !!!
وعلق النشطاء على الصورة عبر حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي: «من يقتل هذه البراءة حيوان يستحق الإعدام»، حتى يكون عبرة لمن لا يعتبر».
وكتبت المغردة نورة الشهري على هاشتاق#حيدر_المقيلي .. أصغر ضحايا الجريمة: أيها الإرهابي الأعمى ماذا فعل بك ابني حيدر..
أما safa_14feb، tغردت بالقول: إلى الجنان حملوك، بأي ذنب قتلوك يا صغيري.. ساعد الله قلوب الفاقدين.
ώεşάm، نزفت دمعاً على صورة حيدر، وغردت: كل الصور آلمتني ولكن هذه أبكتني.
وزينة: يا أكبر جرح من جروحي يا روحي التي طلعت من روحي، أنا وأنت بموتك متنا يا ذباحي ويا مذبوحي.
أما المغرد حسن آل ياسر الأسمري تسال قائلاً: ‏بأي ذنب قتل هذا الطفل البريء #حيدر_المقيلي، ومن معه من الأبرياء، لعن الله من خطط له ونفذه.
كما وضعت عدة شخصيات صورة للشهيد الطفل أيقونات لها على حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي، استنكاراً للجريمة الآثمة.
نشرت هذه المادة في صحيفة الشرق المطبوعة العدد رقم (١٢٦٧) صفحة (٦) بتاريخ (٢٤-٠٥-٢٠١٥)

أم صلاح .. أم الشهداء الستة



أم صلاح الغزوي، السيدة الأولى في القديح، انفردت دون غيرها من الأمهات، ولقبت بأم الشهداء الستة، بعد أن قدمت ابنتيها وبنت ابنها في عمر الزهور في حريق القديح، قبل 16 عاماً وثلاثة أبناء في فاجعة مسجد الإمام علي الجمعة الماضية.

أم صلاح هي أم الشهيد الشاب يوسف الغزوي، وجدة الشهيد الشاب حسين محمد الغزوي، وجدة الطفل الشهيد علي الغزوي، ومربية أيتام ابنها الأكبر الذي استشهدت زوجته في حادث حريق القديح، تستعيد الأم المفجوعة ذكرى الفاجعة الأولى، التي لم تغب يوماً عن بالها، وهي تمسح على رأسَي ابني يوسف اليتميين «مصطفى وزهراء»، وهي تردد متشحة بالسواد متحلية بالصبر «اليتامى لصغار عندي كبروا .. وأجو يتامى غيرهم ..».

أم صلاح هذه المرة ستربّي أيتامها الصغار دون مساعدة زوجها الذي توفي منذ سنتين وسبعة أشهر، تركها وحدها، تمسح دموعهما بمل جفونها؛ لعلهما يهدأن ويكفان عن سؤالها عن أبيهما.

أما الشهيد محمد حسين الغزوي 16 عاماً من مدرسة دار السلام، في الصف الأول ثانوي ببلدة القديح، استشهد بين يدي والده وهو يحاول إسعافه، وهو ابن أخ الشهيد يوسف الغزوي أيضاً.

كان متفوقاً دراسياً وهو أحد الطلبة المختارين لتكريم المتفوقين في مدارس القديح، من خيرة شبان البلدة وأصلحهم، ومن المواظبين على آداء صلاة الجمع في مسجد الإمام علي.
نشرت هذه المادة في صحيفة الشرق المطبوعة العدد رقم (١٢٦٩) صفحة (٦) بتاريخ (٢٦-٠٥-٢٠١٥)

مكتب المهندس.. الفارغ

مكتب الشهيد كما تركه الخميس الماضي
طباعة٢١ تعليقات
ولّى موسى وجهه شطر المسجد، ولوّح بيديه على غير عادةٍ، مودعاً أهله «في أمان الله».. وكبر مع المصلّين، «الله أكبر».. وركع؛ لكنه لم يكمل ركوعه.. سجد جسده المسجى يعانق أرض محرابه؛ حتى رفع المؤذن صوته: مهلاً.. أيها المفجر دع موسى يكمل صلاته، يطوي سجادته، يمسك مسبحته… موسى يطيل سجوده، رئتاه لا تستجيبان، الدم يسيل .. موسى استشهد..؟! والشهيد موسى جعفر آل مرار، المهندس الزراعي الذي قضى شهيداً في أحب الأماكن إلى قلبه، بين تلاوة آيات، وترانيم أدعية وبسملة، اغتسل آخر غسل جمعة له،….

موسى آل مرار ودّع أهله قبل ذهابه لصلاة الجمعة بـ «في أمان الله»

ابن الزراعة البار يترك مكتبه وحيداً

والد الشهيد موسى آل مرار
والد الشهيد موسى آل مرار
ولّى موسى وجهه شطر المسجد، ولوّح بيديه على غير عادةٍ، مودعاً أهله «في أمان الله».. وكبر مع المصلّين، «الله أكبر».. وركع؛ لكنه لم يكمل ركوعه.. سجد جسده المسجى يعانق أرض محرابه؛ حتى رفع المؤذن صوته: مهلاً.. أيها المفجر دع موسى يكمل صلاته، يطوي سجادته، يمسك مسبحته… موسى يطيل سجوده، رئتاه لا تستجيبان، الدم يسيل .. موسى استشهد..؟!
والشهيد موسى جعفر آل مرار، المهندس الزراعي الذي قضى شهيداً في أحب الأماكن إلى قلبه، بين تلاوة آيات، وترانيم أدعية وبسملة، اغتسل آخر غسل جمعة له، وتطيّب بأطيب طيبه وذهب للصلاة ولم يعد إلى منزله. ويقول عنه صديقه الدكتور محمود الخميس، إنه كان ابن الزراعة البار، عمل في وحدة وقاية النبات بالإدارة العامة لشؤون الزراعة بالمنطقة الشرقية، محباً للناس، وبذل كل وقته في توجيه المزارعين والمهتمين بالأشجار، والمزروعات وطرق وقايتها، يملك سمعة طيبة بين أحبائه وزملائه، ومن المخلصين في أداء عمله يتمتع بكل خصلة من خصال الطيبة، والأخلاق الحميدة.

رواد الزراعة العضوية

موسى في مكتبه يمارس عمله في الوحدة
موسى في مكتبه يمارس عمله في الوحدة
ويضيف الخميس أن صديقه كان يتمتع بالخبرة الواسعة والعلم الغزير في تخصصه، وأحد رواد الزراعة العضوية ومن الكفاءات الوطنية، وله فن خاص في التعامل مع الناس، فضلاً عن أنه كان مساهماً في الخير وصبوراً، وتنطبق عليه سمو المعاني الرفيعة، كما أن ابتسامته لا تغادر شفتيه، مشيراً إلى أنه نعم الناصح لزملائه فيما يتعلق بالأمور الحياتية والاجتماعية.

صلاة الجماعة

ويذكر الخميس أن آل مرار أحب الخير وتقديمه للآخرين؛ فحرص على صلاة الجماعة؛ حتى استشهد وهو يؤديها، لافتاً إلى أن زملاءه في العمل وضعوا على مكتبه بطاقة تشير إلى استشهاده تاركين الأشياء التي غادرها الخميس الماضي من أقلام وأوراق على حالها، فاجعاً زملاءه برحيله بعد أن خلا مكتبه من أنفاسه.
وأضاف «اشتقت لصديقي الخميس الماضي، وتمنيت رؤيته؛ فذهبت لزيارته في مكتبه، ولكن أخبروني أنه في جولة ميدانية للوقوف على المزارع لطلب الاستشارة والإرشاد الزراعي، ولم أوفق في رؤيته، وفجعت مساء الجمعة بوجود اسمه ضمن ركب الشهداء، فاتصلت بجميع زملائه ليكذبوا الخبر؛ لكنهم بمرارة أكدوا لي رحيله.

لم يترك الجماعة يوماً

أما صديقه الآخر المهندس عدنان المرهون، فقال «لو أتحدث عن موسى لن أوفيه حقه، يوم استشهاده ذهبت إلى منزله وكان وضعهم مؤلما جداً، تحدثتُ مع أخيه وأخبرني أن موسى ودّعهم وخرج للصلاة، ملوحا بيديه على غير عادة من بعيد قائلاً: «في أمان الله».

مكتب خالٍ

ولم يذهب صديقه المقرب وزميله في الوحدة، المهندس خليل الجراش، إلى الوحدة حتى لا يُصدم مجدداً بمكتب صديقه الخالي، الذي لا يزال تفوح منه رائحة أنفاسه، وبقايا أشيائه، يقول عن صديق عمره بمرارة «موسى لم يترك صلاة الجماعة يوماً، وعندما سمعتُ بخبر تفجير المسجد، كان اسمه يتردد على لساني».

صداقة متينة

ويواصل الجراش «أنا قريب جداً من موسى، لم نكن مجرد زملاء عمل؛ بل تربطنا علاقة صداقة قوية جداً عمرها ١٦ عاماً، ورحيله عني أفجعني، وآلمني، رحمك الله يا أعز أصدقائي»، لافتاً إلى أن الشهيد كان يطمح شأنه شأن كل المهندسين الزراعيين في المنطقة بأن يقدم للزراعة شيئاً، وألقى آخر أسبوع ندوة عن غبار النخيل، وخرج يومين ميدانياً إلى مزارع في الجبيل وجعيمة.

مهندس محبوب

ويتفق الجراش مع الخميس في وصف آل مرار بأنه من الشخصيات المحببة من الجميع دون محاباة أو مجاملة، وأب حنون مرتبط ارتباطاً قويا بأبنائه، لدرجة أنهم لا يغيبون عن مخيلته، ومهندس مخلص لعمله كثيراً، وهو أفضل مهندس زراعي في القطيف، مبيناً أن المزارعين كثيراً ما يسألون عنه، ويطلبونه بالاسم لتخليص أعمالهم.

تهاني بالشهادة

ويقول آبو موسى.. جعفر آل مرار مالك أكبر متحف تراثي في محافظة القطيف، والابتسامة تعلو محياه، عندما زارته «الشرق» في مجلسه ظهر أمس: أنا لا أنتظر معزين، أنا استقبل المُهنئين باستشهاد ولدي «موسى»، وكنتُ مسروراً جداً بأن أصدقائي من بني خالد كانوا أول المواسين لي.
نشرت هذه المادة في صحيفة الشرق المطبوعة العدد رقم (١٢٦٨) صفحة (٧) بتاريخ (٢٥-٠٥-٢٠١٥)

إخراج شظية من العمود الفقري لـ «هاني الناصر»

الدمام  –  معصومة المقرقش نجح الأطباء في مستشفى الملك فهد التخصصي في إخراج الشظية التي اخترقت العمود الفقري لهاني الناصر، وصولاً إل...